الرئيسية مجتمع بالصور: في ظل استمرار معاناة الرحل…متطوعون يأخذون زمام المبادرة بإملشيل وتينغير

بالصور: في ظل استمرار معاناة الرحل…متطوعون يأخذون زمام المبادرة بإملشيل وتينغير

كتبه كتب في 12 فبراير 2018 - 18:54

بين ثلوج بلغت أزيد من 80 سنتمتر، شق محمد احبابو، الفاعل الجمعوي بإملشيل، طريقه في اتجاه منزله الكائن بدوار تاوريرت، عائدا إليها بعد أن حالت وضعية الطرق وتساقط الثلوج من الالتحاق بأسرته.

طريق شاقة يجب عليه أن يقطعها في كل مرة، حوالي 7 كيلومترات مشيا على ألأقدام، وعبور وادي ومرتفعات تزيد من مشاق السفر الثلوج وانتشار الكلاب الجائعة التي تعترض طريقه في كل مرة…

هي يوميات أبناء منطقة إملشيل وباقي المناطق بالمغرب العميق خلال فترة الشتاء، لكن في مناطق أخرى المعاناة أكبر في ظل تساقط الثلوج التي لم تشهدها المنطقة منذ عقود، والتي تسببت في حصار مجموعة من المناطق والرحل بالمرتفعات، فلم يعهدوا مثل هذه الكميات الكثيفة من الثلوج ليجدوا أنفسهم في ورطة، في ظل نفوق المشية وإصابة بعضهم بأمراض ونفاذ المؤونة من الحطب والأغذية…

استنفار المجتمع المدني ومتطوعون يأخذون المبادرة

شمر الشباب بمجموعة من الدواوير عن سواعدهم، لمد المحاصرين ببعض الأغذية في الجبال خاصة الرحل، في شكل تضامني لا يغيب عن المغاربة وساكنة المغرب العميق، فبآيت داوود، قام 15 شابا متطوعا بإنقاذ أسرة مكونة من أم وأربعة من أطفالها ورضيع.

يحكي سعيد أفروخ للجريدة24، أن مبادرة الشباب هي الرابعة من نوعها، حيث اعتادت الساكنة منذ بداية التساقطات الثلجية الكثيفة بآيت داوود، أن تسنفر كلما أصدر “البراح” أو إمام المسجد نداء بكون مجموعة من الرحل محاصرين في مكان ما، فيتطوع من يشاء من شباب المنطقة للذهاب وإنقاذ المحاصرين.

سعيد شارك لأول مرة في عملية إنقاذ الأسرة، التي توفي رب أسرتها ويرعاها الجد، لكن مرض هذا الأخير ونفوق أزيد من 30 رأسا من الغنم، جعل حالة الأسرة والأطفال اليتامى جعل إنقاذها ضرورة ملحة.

سعيد و7 شبان يتحدرون من آيت داوود إضافة إلى 7 من دوار أيت تومليلين كانوا بمقهى الدوار، قبل أن يلبوا النداء ويتطوعوا لإنقاذ الأسرة، التي تتحدر من قصر تاوريرت، وجهزوا بعض الأغذية الضرورية.

لم تكن طريق سعيد ورفاقه سهلة، كان عيهم أن يقطعوا مسافة 16 كلم ذهابا وإيابا، بمنطقة جبلية تتواجد على علو 800 متر عن سطح البحر، وبلغ علو الثلج أكثر من متر. وصل المتطوعون إلى مكان تواجد الأسرة، وبعد ترك المواد الغذائية لدى الجد وأحد أحفاده، عادت القافلة أدراجها، وقام أحد الشباب بحمل الرضيع في حقيبة ظهر لحمايته من البرد، فيما شق الباقون طريقهم،  واقتيدت الأسرة وحالة من العياء الشديد تنتابهم إلى “أفينغ” بطريق أسول.

وتستمر معاناة الرحل

معاناة أخرى بلغت إلى علم الجريدة24، حيث وجه “حساين اوتسلي” أحد الرحل العالقين بمنطقة افري نومان في الحدود الترابية بين دائرة املشيل اقليم تنغير ودائرة اسول اقليم تنغير، نداء أكد فيه أن هناك 8 شبان و 3 شيوخ محاصرين، ونفذت مؤونتهم منذ يوم الاثنين الماضي، وفقدوا رؤوسا من الماشية، خاصة أحد الرحل الذي نفقت 250 رأس من أغنامه، بعد أن بلغ سمك الثلوج حوالي 3 مترا.

الرحل بمنطق ازاغارياس، الواقعة بين أوتربات وجماعة بوزمو دائرة املشيل، نفذوا أمس مسيرة احتجاجية لمجموعة منهم نحو عمالة تينغير، إلا أنه تم اعتراضها وبعد مفاوضات مع بعض المسؤولين الأمنيين والسلطات المحلية عادوا إلى منازلهم، بعد أن تلقوا وعودا بفك العزلة عنهم بإزاحة الثلوج عن الطريق التي تفصل عن منازلهم بحوالي كيلومترين، وفعلا  توجهت كاسحة اليوم الأحد للمنطقة لإزاحة الثلوج.

بمنطقة أمجكار، ولأول مرة وبعد أيام من الحصار، توصل اليوم حوالي60 من الرحل بإعانات ومساعدات إنسانية، بعد أن انقطعت أخبار الرحل إلى من نداء بثه عزيز مهري، أحد الرحل، حيث تمكنت السلطة من إيصال المؤونة، بعد أن استحالت الاستعانة بالمروحية.

أخيرا…المروحيات تتحرك بشكل “خجول”

تحركت أخيرا المروحية التابعة للدرك الملكي، لإنقاذ أحد الرحل العالقين بين امسمرير واملشيل، وقدمت له المساعدة اللازمة، كما حطت مروحية أخرى تابعة للجيش بدوار المغو بجماعة بوزمو دائرة املشيل، ونقلت المساعدات الإنسانية إلى ساكنة ايت عبدي بإملشيل، قبل أن تعود إلى الراشيدية مساء اليوم الأحد.

بتيسويتين، بجماعة آيت أمديس قيادة آيت أمليل بأزيلال، التي بلغ علو الثلوج بها أزيد من ثلاثة أمتار، تمكنت اليوم مروحية وزارة الصحة، من إنقاذ “محمد الصافي” مسن يبلغ من العمر 70 سنة، يعاني من مشكل في التنفس، و” الحسين أكباش” ستيني يعاني من مرض السكري، وتوجهت المروحية إلى عين المكان، بعد اتصالات متعددة لمسؤول السلطة المحلية (رئيس الدائرة)، وتم نقل المريضين إلى مستشفى محمد السادس بمراكش.
رغم التدخلات الخجولة للمروحيات، إلا أنها ظل غير كافية، لكون المئات من الرحل العالقين موزعين بمناطق جبلية بإملشيل، تينغير، أزيلال… ورغم تدخلات المجتمع المدني وبعض شباب تلك المناطق، إلا أنها تبقى عاجزة عن تطويق المناطق كلها، في ظل استمرار سقوط الثلوج.
أمينة المستاري
ج24
مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *