الرئيسية مجتمع كلثومة والركراكي : عرس بعد عتبة الستين وفي ليلة البوناني

كلثومة والركراكي : عرس بعد عتبة الستين وفي ليلة البوناني

كتبه كتب في 11 يناير 2018 - 12:18

أكادير: إدريس النجار

في ليلة ” البوناني” عندما كان العالم يخلد رأس السنة الميلادية كانت المسنة  كلثومة الرايس رفقة محمد  الركراكي  يحتفلان بزفافهما التاريخي بدار التكافل المسنين بأيت ملول، مسنة في اواسط الستينيات من عمرها اختارت شريك حياة يصغرها بثلاث سنوات ليتقاسم معها حلو العيش ومره، أحيته ثلاث فرق شعبية، وموسيقي وتكلفت النكافة بالعناية بهندام وشكل العروسين، كما تكفل ممون حفلات بإطعام المدعوين، أغلبهم من نزلاء الدار يعيشون في أرذال العمر، ويعانون من أمراض نفسية وعقلية، فكانت حفلة زفاف البوناني مناسبة لتخليد السنة الجديدة والترويح على النفس. عرس أسطوري لم يحلم به المسنان، تكفل بمستلزماته محسنون.

https://youtu.be/-bsWNs0n71M?t=42

 

كلثومة الرايس عاشت 14  سنة بأورير  وحيدة حيث تملك منزلين، الأول تقطنه، والثاني تؤجره لتعيش من عائداته، سليمة بدنيا وعقليا ولا يكدر حياتها إلا غياب النصف الآخر الذي سيركب معها سفينة الحياة ليمضيا بقية العمر، كبر أبناؤها وتزوجوا الأول يقطن بمراكش والثاني بأكادير، فيما كتب لبنتها أن تتزوج وتستقر ببلاد المهجر.

بعد طلاق كلثومة بقيت وحيدة ، وفي غمرة البحث عمن يتقاسم معها الحياة والبيت، بدت لها فكرة البحث عن نصفها من دار العجزة، صممت على أن تختار رجلا ” مقطوعا من شجرة” فحلت خلال  شهر شتنبر  بدار التكافل، المسنين، سألت عن المدير إبراهيم الزكورة، فاشتفشر عن حاجتها ليتفجأ بطلب غير مسبوق، أول امرأة تشرف على السبعين من العمر تطرق الدار باحثة عن زو لياقاشم معها البيت، والسرير، تركها المدير تتجول بين الرجال لتختار منهم واحد من بعد دون أن يعرفوا حاجتها، فكانت تسأل عن كل واحد ترى أنه يناسبها من حيث العمر والشكل، وكان المدير يعطيها معلومات عن كل نزيل  إلى سقط حبها على الركراكي الرجل الستيني.

يقيم بدار العجزة مند قرابة سنتين ونصف قدم من خميس أيت اعميرة حيث قضى جزء من حياته بستانيا، وبعد طلاقه وجد نفسه في الشارع، فانتقل لهذه الدار، حيث وجد ملاذه الآمن، وفرت له الملبس والمأكل، والآن وفرت له نصفه الثاني.

ارتاحت الرايس للركراكي، فدخلت معه في نفس اليوم في دردشة هامشية، شكلت التقارب الأولي بينهما، بعدها عادت للمرة الثانية رفقة واحدة من أسرتها فتجاذبا الثلاثي أطراف الحديث بأحد مقاهي أيت ملول، وانتهى اللقاء باقتناع كل طرف بالآخر فمرا مباشرة إلى الخطوة الثانية وتتويج لقائهما بعقد الزواج، وكان مقررا أن يقيما حفل زفاف خلال نفس الشهر، لكن اختلافا في اسم الزوج بين كناش الحالة المدنية والبطاقة الوطنية آخر إجراءات كتابة العقد، وكان في هذا التأخير خيرا، حيث كتب للركراكي وكلثومة الرايس أن يعيشا حفلا أسطوريا أحيته فرقة إيمازالن، وفرقة إيسافن، والمجموعة الهوارية، وموسيقي يؤدي المقاطع الخالدة، كما ألبستهما النكافة بذلا  تقليدية وفق العادات المغربية من بينها الزي الأمازيغي، والزي الصحراوي،  الموسيقي غنى بعض روائع الأغنية المغربية من بينها أغاني عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي. وقد تخلللت الحفلة الزغاريد والاهازيج  الشعبية من بينها مقطوعة” داها وداها، الركراكي هو مولاها، داتو وداتوا لالة كبثومة والله ما خلاتو “.

كلثومة استدعت لحفل الزفاف شقيقتيها القاطنتين بأكادير ,إنزكان، رفقة أبنائهما، واختممت حفلة الزفاف المتزامنة مع ليلة البوناني ببيتها حيث قام مدير دار المسنين بنقلهما بسيارته، وكانت بحق أول ليلة دافئة يقضيها محمد  الركراكي بين أحضان كلثومة الرايس في بيت خاص يجمعهما معا، بعدما قضى ازيد من 800 يوما بجوار زملائه العجزة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *