رشيد ماد بائع للخضر والفواكه بسوق الجملة بإنزكان في تصريحه للأحداث المغربية أكد أن موجة الغلاء التي تعرفها الطماطم بأكادير إلى جانب منتوجات أخرى تعتبر سوس أول منتج لها، يعود لعاملين أساسيين. الأول طبيعي، والثاني استثماري مرتبط بحركة الرواج داخل الاسواق الداخلية والخارجية.
بالنسبة للمعطي الطبيعي، أرجع ماد تاجر المنتوجات الفلاحية بالجملة غلاء الطماطم لقلة التساقطات المطرية وتقلص منسوب سد يوسف بن تاشفين، وماواكبه من إجراءات، مثل تقليص ساعات استفادة الفلاحين من مياه السد، هذا الإجراء – يضيف ماد – جعل صغار المنتجين بمنطقة ماسة، وبلفاع، ,وايت ميلك، وأربعاء بوطيب يحجمون عن زراعة الطماطم لأن كمية مياه السقي الممنوحة لهم لا تكفي، فصغار الفلاحين -يضيف المتحدث- هم الذين يحدثون المعادلة، فيسود الرخاء، ويجعل ثمن الطماطم يراوج بين درهمين وثلاثة دراهم، بل تنزل لأقل هذا الثمن على المستوى الوطني.
بالمقابل يضيف رشيد ماد نجد كبار المنتجين للطماطم، رفعوا من قيمة إنتاجهم وصادراتهم للخارج، واستغنوا عن السوق الداخلية، بعد توسع الاسواق المستقبلة للمنتوج الوطني، من بينها السوق الروسية الضخمة، والسوق الأفريقية الواعدة حيث ارتفع استهلاك الطماطم المغربية على مستوى أسواق موريتانيا ومالي، والسينغال، إلى جانب التصدير بشكل منتظم للسوق الأوربية المشتركة التي تشكل بالنسبة للمنتجين بسوس، مركزا تقليديا. غلاء الطماطم يستنج ماد يرجع إلى الظروف الطبيعية القاهرة على صغار المنتجين، وانفتاح شهية الكبار على السوق الخارجية الجديدة التي انفتح عليها المغرب، فبقي المستهلك المغربي البسيط بين نارين.
عبد الكريم الشافعي رئيس الفدرالية الجهوية لحقوق المستهلك بجهة سوس ماسة عبر من جهته عن غصبه تجاه هذه الوضعية التي يعيش عليها المواطن بسوس، وتساءل في تصريح للأحداث المغربية، كيف نحرم الجماعات الجبلية بإقليم اشتوكة أيت بها من الماء الصالح للشرب لنصدر هعلى شكل خضر للأسواق الأجنبية، كيف نحرم المستهلك من هذه الخصر فنتركه وجها لوجه مع موجة الغلاء التي تعرفها الطماطم على سبيل الذكر.
شافعي اعتبر أن المستهلك السوسي، بصفة خاصة والمغربي بشكل عام ضحية لوبيات تبحث عن الربح السريع والإثراء ، وناشد الحكومة بأن تتحمل مسءوليتها، فقوم بحماية الأسواق الوطنية من اللوبيات، فلا يعقل أن يحرم سكان اشتوكة من الماء، وحتى من الطماطم.
الشافعي أكد أن شكايات مواطنين بشأن موجة الغلاء توجد عل مكتب الفدرالية الجهوية لحقوق المستهلك، إلى جانب شكايات مواطنين موجهة إلى الفدرالية عبر الفايسبوك وباقي وسائل التواصل الاجتماعي. الشافعي ثمن سياسة الانفتاح التي نهجها المغرب فمكنت من ترويج منتوجه، لكن ذلك – يستطرد – لا يجب أن ينعكس على المواطن البسيط سلبا بل ينبغي أن يوفر له الرفاه في العيش.
ادريس النجار
الأحداث المغربية