الرئيسية سوس بلوس TV  مشاريع هيكلية بجهة كلميم واد نون راحت ضحية صراع الكبار

 مشاريع هيكلية بجهة كلميم واد نون راحت ضحية صراع الكبار

كتبه كتب في 23 نوفمبر 2017 - 13:25

راحت جهة كلميم واد نون ضحية صراعات الكبار مند تعيين الوالي محمد علي العظمي، وتوثر علاقاته مع رئيس بلدية كلميم، عبد الوهاب بلفقيه، فتأخر قطارها عن ركب التنمية رغم الإمكانيات المرصودة إليها  من قبل المصالح المركزية، هذه الجهة عاشت فصلين من الصراع الحاد، الأول بدأ بقدوم الوالي وانتهى برحيله بعد قضائه سنة واحدة، لكن الفصل الثاني مازال قائما يجثم عليها بكلكله بقوة، مفوتا فرصة الارتقاء بساكنة واد نون لما هو أحسن.

خلال السنوات الأخيرة وصل الصراع في فصله الأول بين والي الجهة العظمي ونائب رئيس الجهة عبد الوهاب بلفقيه، درجة التراشق المباشر، ليصل حد المقاطعة رغم أن موقع بلفقيه، الدستوري والحزبي، ومكانة والي الجهة تقتضي الترفع عن كل الحسابات الشخصية والحزازات الذاتية.

استعمل الطرفان في حربهما الضروس كل الوسائل، فأصبحت الجمعيات والجماعات منقسمة، بعضها موال لهذا الطرف، وأخرى موالية للطرف الثاني، كما تأسست في غمرة الفوضى مواقع إلكترونية، أعلنت بشكل مكشوف الولاء لهذا الطرف، فخرجت أخرى لتنتصر للطرف الآخر وارتفع منسوب الفرجة فأصبح المتتبعون مجرد متفرجين يتابعون ما يخرج من قصف عن هذا الطرف فينتقلون، للطرف الآخر لمعرفة الطريقة التي سيرد بها ” الصرف ” للآخر.

تحول الصراع بين مسؤولين كبيرين من خلافات ذاتية شخصية فتم تغليفه بلبوس قبلي يختفي وراء ثقافتين مغربيتين عريقتين لتصفية الحسابات، كما أضحى كل واحد ينتظر خصمه ” في الدورة” ليسدد له الضربة القاضية، مثل ما وقع على إثر فيضانات الجنوب خلال فصل شتاء سنة 2014  الذي خلف ضحايا جرفتهم أودية كلميم حيث استغل بلفقيه المناسبة ليقصف الوالي العظمي محملا إياه المسؤولية بشأن ضحايا واد تلمعدرت، وما خلفه واد أم لعشار من من خسائر، بل ربط ” المصالحة ” بمحاسبة الوالي معتبرا بأنه ” راس المصالئب كلها”.

غير أن متتبعين اعتبروا أن بلفقيه فرض هيمنته وسطوته على كل الولاة السابقين الأمر الذي رفضه العظمي، فتوثرت العلاقة بينهما إلى ان تمت التضحية به، بإقالته من أجل فسح المجال لتنمية المنطقة، بعدما  اصبح بلفقيه ومن يواليه من رؤساء الجماعات لا يحضرون لقاءات الوالي.

أنصار بلفيه من جانبهم يوجهون اللوم للوالي بدعوى عرقلته لجل مشاريع المجلس البلدي من بينها: قصر المؤتمرات، والواحة الرياضية، وحديقة التواغيل، والطريق المداري لكلميم على طول 7 كلم، ومشاريع لحماية شرق كلميم من الفيضانات، وكونيش وادي أم لعشار.

فهل  أقلعت جهة كلميم واد نون برحيل الوالي السابق خلال نهاية يناير من سنة 2015 ؟

بعد الانتخابات المحلية سيتمكن التجمع الوطني للأحرار في شخص عبد الرحيم بوعيدة من الظفر برئاسة جهة كلميم واد نون، وستشكل تلك اللحظة بداية المواجهة هذه المرة بين الاتحادي بلفقيه زعيم المعارضة، وبين أغلبية بوعيدة التي لا تتتعدى صوتا واحدا، بدأ الصراع عبر الطعن في قانوينة انتخاب بوعيد رئيسا للجهة، دعوة ربحها بلفقيه بإدارية أكادير، وخسرها بمحكمة النقض والإبرام.

وصلت قصية الخلاف حد قذف دورة مجلس الجهة بالبيض والطماطم، أو ما عرف بدورة ” البيض وماطيشا”، من جديد اشتد سعار الصراع الثنائي ليتقمص ثوبا قبائليا وعشائريا وصل حد إعلان البلوكاج بشأن مشاريع الجهة، فتم التصويت على ميزانية المجلس الحالية بالرفض، إلى جانب رفض المصادقة بالأغلبية خلال السنة الجارية برسم دورة 23 ماي الاستثنائسة على اتفاقية تقضي بانجاز الطريق السريع تزنيت- الداخلة، المشروع الذي وضع حجره الاشاش جلالة الملك، إلى جانب رفض اتفاقية بناء المستشفى الجهوي بكلميم والمستشفى الإقليم لسيدي افني وتأهيل وتوسيع المراكز الاستشفائية بأقاليم الجهة. كما رفضت المعارضة اتفاقية التعاون والشراكة بين المجلس وجمعية القطر الخيرية ورفضت  المصادقة على طلب فتح خط اعتماد مالي لدى صندوق التجهيز الجماعي لتمويل مشاريع استثمارية بالجهة.

الصراع بين الرجلين وصل حد عرقلة انجاز مشاريع مهيكلة وفي ذلك يصل تبادل التهم أوجه، فيجنح نحو  ثروة بلفقيه ومصادرها، وعدم قدرته على التصريح بها ليرد بلفقيه على بوعيدة بذكر مناقب أسرته العالمة، وربط التصريح بممتلكاته بتقديم بوعيدة لاستقالته واصفا إياه بالفاشل والجبان من خلال تدوينة على جذاره تداولتها عديد من المنابر الإعلامية

بلفقيه يبرر الرفض بعدم إشراك المعارضة رافضا الاستمرار في التلويح بتهم عرقلة المشاريع الملكية، بالمقابل طالب الحكومة ب”إيفاد لجنة مركزية من أجل الوقوف على كل صغيرة وكبيرة بجهة كلميم وادنون ” مؤكدا أن “محاضر الدورات تم تزويرها وأن الرئيس يقوم بإرسال مراسلات للمركز ويوقع عليها الوالي دون أن تتم استشارة الماعرضة حول محتواها”. كما اتهم بلفقيه بوعيدة بالاستهتار بمؤسسات الدولة من خلال ” جلب بلطجيته لنسف الدورة الاستثنائية ورميها بالبيض والطماطم”.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.